هل يعود برشلونة للفوز بالدوري أبطال أوروبا

21 مارس 2025 - 1:27 م

قصة برشلونة مع دوري أبطال أوروبا: من المجد إلى التحديات

يُعد نادي برشلونة الإسباني واحدًا من أعظم الأندية في تاريخ كرة القدم، ولا سيما في بطولة دوري أبطال أوروبا. فمنذ أول ظهور له في المسابقة، خاض الفريق الكتالوني رحلة طويلة مليئة بالانتصارات والتحديات، ليصبح أحد أعمدة كرة القدم الأوروبية. في هذا المقال، سنستعرض تاريخ برشلونة مع البطولة الأعرق في أوروبا، من لحظات التتويج إلى الأوقات العصيبة، وما الذي يحمله المستقبل للنادي كورة لايف.

البدايات والمحاولات الأولى

بدأت رحلة برشلونة مع دوري أبطال أوروبا (التي كانت تُعرف سابقًا باسم كأس الأندية الأوروبية البطلة) في النسخة الافتتاحية للمسابقة عام 1955-1956، لكنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا في تلك الفترة. ورغم وصول الفريق إلى النهائي عام 1961، إلا أنه خسر أمام بنفيكا البرتغالي بنتيجة 3-2، في مباراة شهدت العديد من الفرص الضائعة، ليبقى الحلم الأوروبي بعيدًا عن متناول الكتالونيين.

أول تتويج.. 1992 وبداية المجد

انتظر برشلونة حتى عام 1992 ليحقق أول ألقابه في دوري أبطال أوروبا، وكان ذلك تحت قيادة المدرب الأسطوري يوهان كرويف. أقيم النهائي في ملعب ويمبلي الشهير، حيث واجه الفريق سامبدوريا الإيطالي، واستطاع النجم الهولندي رونالد كومان تسجيل هدف المباراة الوحيد في الوقت الإضافي، مانحًا برشلونة لقبه الأول في البطولة.

كان هذا الإنجاز نقطة تحول كبيرة في تاريخ النادي، حيث عزز مكانته كواحد من كبار القارة الأوروبية.

حقبة ما بعد 1992.. انتظار طويل

بعد لقب 1992، عانى برشلونة من صعوبات في تكرار الإنجاز. فرغم امتلاكه فرقًا قوية خلال التسعينيات وأوائل الألفية، إلا أن الفريق فشل في الوصول إلى النهائي مجددًا حتى عام 2006، حيث بدأت حقبة جديدة من النجاحات الأوروبية.

جيل 2006.. العودة إلى القمة

جاء اللقب الثاني لبرشلونة في 2006 تحت قيادة المدرب فرانك ريكارد، وبوجود نجوم كبار مثل رونالدينيو، صامويل إيتو، وديكو. في المباراة النهائية ضد آرسنال الإنجليزي، تأخر برشلونة بهدف، لكنه قلب النتيجة لصالحه بفضل هدفي إيتو وبيلتي، لينتهي اللقاء بنتيجة 2-1، ويحقق الفريق ثاني ألقابه الأوروبية.

الهيمنة في عهد غوارديولا (2009-2011)

مع وصول بيب غوارديولا إلى دكة التدريب في 2008، شهد برشلونة ثورة كروية، حيث قدم الفريق أداءً مذهلًا بأسلوب التيكي تاكا الذي أبهر العالم. كانت هذه الفترة ذهبية في تاريخ النادي، حيث حصد الفريق لقبين لدوري الأبطال بطريقة استثنائية:

  • 2009: توج برشلونة بلقبه الثالث بعد فوزه على مانشستر يونايتد في النهائي بنتيجة 2-0، بأداء رائع من ميسي، تشافي، وإنييستا، ليكمل الثلاثية التاريخية (الدوري، الكأس، دوري الأبطال).
  • 2011: في إعادة لنفس المواجهة أمام مانشستر يونايتد، قدم برشلونة أداءً ساحرًا، محققًا الفوز 3-1 في نهائي ويمبلي، ليؤكد سيطرته الأوروبية.

لقب 2015.. الثلاثي الذهبي

بعد رحيل غوارديولا، استمرت النجاحات الأوروبية، حيث تمكن برشلونة من تحقيق لقبه الخامس في 2015 تحت قيادة المدرب لويس إنريكي. كان الفريق يضم ميسي، نيمار، وسواريز، ونجح في التتويج بالبطولة بعد التغلب على يوفنتوس في النهائي بنتيجة 3-1. هذا اللقب جعل برشلونة أول نادٍ يحقق الثلاثية مرتين في تاريخه.

التراجع الأوروبي (2016-2024)

بعد تتويج 2015، بدأ برشلونة يعاني من صعوبات في دوري الأبطال، حيث واجه عدة إخفاقات مؤلمة، أبرزها:

  • 2018: الإقصاء المفاجئ أمام روما بعد الخسارة 3-0 رغم الفوز ذهابًا 4-1.
  • 2019: سيناريو مشابه أمام ليفربول، حيث خسر 4-0 بعد أن فاز ذهابًا 3-0.
  • 2020: الهزيمة التاريخية أمام بايرن ميونخ بنتيجة 8-2 في ربع النهائي، والتي تعد واحدة من أسوأ ليالي برشلونة في المسابقة.

كما أثرت الأزمات المالية على النادي، مما أدى إلى رحيل ليونيل ميسي في 2021، وتراجع أداء الفريق في أوروبا، حيث خرج من دور المجموعات في عدة مواسم متتالية.

هل يعود برشلونة إلى القمة؟

مع تعيين تشافي هيرنانديز مدربًا للفريق، بدأ برشلونة في استعادة هويته، كما نجح في تحقيق بعض النجاحات المحلية. لكن التحدي الأكبر يبقى استعادة المجد الأوروبي، فهل يتمكن برشلونة من العودة لمنصات التتويج قريبًا؟