قصة نادي يوفنتوس مع دوري أبطال أوروبا: المجد والخيبات

يُعتبر نادي يوفنتوس الإيطالي واحدًا من أعرق الأندية الأوروبية، وصاحب تاريخ حافل في دوري أبطال أوروبا. رغم أنه من أكثر الفرق وصولًا إلى النهائيات، إلا أن “السيدة العجوز” واجه العديد من الإخفاقات التي جعلت رحلته في البطولة مليئة بالتحديات والمآسي إلى جانب لحظات المجد. في هذا المقال، نستعرض مشوار يوفنتوس في البطولة الأوروبية الأغلى، من لحظات التتويج إلى الإخفاقات المؤلمة، وما ينتظره في المستقبل.

البدايات والمحاولات الأولى

بدأت رحلة يوفنتوس مع دوري أبطال أوروبا في الخمسينيات، لكنه لم يتمكن من تحقيق اللقب في بداياته. كان الفريق دائم الحضور في المسابقة لكنه افتقد للحسم في الأدوار النهائية. في 1973، وصل يوفنتوس لأول نهائي له لكنه خسر أمام أياكس أمستردام بهدف نظيف، بقيادة الأسطورة الهولندية يوهان كرويف.

ثم جاءت فرصة جديدة عام 1983، لكن الفريق تعرض لهزيمة أخرى أمام هامبورغ الألماني بنتيجة 1-0، ليستمر الانتظار الطويل للقب الأول.

 

أول تتويج.. 1985 وذكرى حزينة

حقق يوفنتوس أول ألقابه في دوري أبطال أوروبا عام 1985، عندما فاز على ليفربول الإنجليزي بنتيجة 1-0 بهدف من ميشيل بلاتيني من ركلة جزاء. لكن هذا اللقب كان يحمل ذكرى مأساوية، حيث شهدت المباراة كارثة ملعب هيسل في بلجيكا، والتي أسفرت عن وفاة 39 مشجعًا، معظمهم من جماهير يوفنتوس.

رغم التتويج، إلا أن هذه الحادثة طغت على الفرحة، وأثرت على صورة البطولة والنادي في ذلك الوقت.

 

لقب 1996.. العصر الذهبي ليوفنتوس

بعد سنوات من المحاولات الفاشلة، عاد يوفنتوس إلى القمة في 1996، بقيادة المدرب مارشيلو ليبي ونجوم مثل أليساندرو ديل بييرو، زين الدين زيدان، وديديه ديشامب.

واجه يوفنتوس فريق أياكس أمستردام حامل اللقب في النهائي، وانتهت المباراة بالتعادل 1-1، قبل أن يفوز الفريق الإيطالي بركلات الترجيح، ليحصد ثاني ألقابه في دوري الأبطال.

 

نحس النهائيات.. سلسلة من الخيبات

رغم امتلاك يوفنتوس فريقًا قويًا على مدار العقود التالية، إلا أن الفريق اصطدم بسلسلة من الهزائم في النهائيات، مما جعل مشواره في البطولة مليئًا بالإحباط. وصل الفريق إلى النهائي خمس مرات منذ 1996 لكنه فشل في التتويج في كل مرة:

• 1997: خسر أمام بوروسيا دورتموند بنتيجة 3-1.
• 1998: سقط أمام ريال مدريد بهدف نظيف من بريدراغ مياتوفيتش.
• 2003: خسر أمام ميلان في نهائي إيطالي خالص بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي.
• 2015: تلقى هزيمة أمام برشلونة بنتيجة 3-1.
• 2017: خسر أمام ريال مدريد بنتيجة 4-1، في ليلة تألق فيها كريستيانو رونالدو.

هذا السجل جعل يوفنتوس أكثر الفرق خسارة للنهائيات في تاريخ دوري الأبطال، حيث خسر 7 نهائيات مقابل لقبين فقط.

 

كريستيانو رونالدو ومحاولة العودة إلى القمة (2018-2021)

في محاولة لاستعادة مجد دوري الأبطال، تعاقد يوفنتوس مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عام 2018، حيث كان يُنظر إليه كالحل السحري لإنهاء عقدة البطولة.

ورغم التألق الفردي لرونالدو، إلا أن يوفنتوس لم يتمكن من تجاوز ربع النهائي خلال فترته، حيث خرج أمام:

• أياكس في 2019
• ليون في 2020
• بورتو في 2021

ليصبح المشروع الأوروبي ليوفنتوس محل تساؤلات، خاصة بعد رحيل رونالدو في 2021.

التراجع في السنوات الأخيرة (2022-2024)

بعد رحيل رونالدو، دخل يوفنتوس في مرحلة من التراجع، سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي. فشل الفريق في المنافسة بجدية في دوري الأبطال، وخرج من دور المجموعات في موسم 2022-2023، ليشارك في الدوري الأوروبي بدلاً من ذلك.

كما واجه النادي أزمات مالية وإدارية، ما أثر على تعاقداته وقدرته على بناء فريق قوي قادر على المنافسة أوروبيًا.

مستقبل يوفنتوس في دوري الأبطال.. هل يمكنه العودة؟

رغم التحديات، يظل يوفنتوس أحد الأندية الكبرى في أوروبا، ومع عودة المدرب ماسيميليانو أليغري، يسعى الفريق لإعادة بناء نفسه والمنافسة مجددًا على لقب دوري الأبطال.