قصة مانشستر يونايتد مع دوري أبطال أوروبا: من المأساة إلى المجد

21 مارس 2025 - 1:49 م

قصة مانشستر يونايتد مع دوري أبطال أوروبا: من المأساة إلى المجد

يُعد نادي مانشستر يونايتد واحدًا من أعظم الأندية في تاريخ دوري أبطال أوروبا، حيث يمتلك تاريخًا حافلًا بالإنجازات والدراما. منذ مشاركته الأولى، واجه النادي مآسي وصعوبات، لكنه استطاع تحقيق المجد الأوروبي في أكثر من مناسبة. في هذا المقال، سنستعرض رحلة مانشستر يونايتد في دوري الأبطال، من الكارثة الجوية إلى البطولات التاريخية، وأبرز التحديات التي مر بها الفريق.

البداية والمأساة الكبرى (كارثة ميونيخ 1958)

بدأ مانشستر يونايتد رحلته في دوري أبطال أوروبا (التي كانت تُعرف آنذاك بكأس الأندية الأوروبية البطلة) في الخمسينيات تحت قيادة المدرب الأسطوري سير مات باسبي. كان الفريق يُعرف باسم “فتية باسبي” بسبب اعتماده على مجموعة من اللاعبين الشباب الموهوبين.

لكن في عام 1958، تعرض الفريق لمأساة كبرى عندما تحطمت طائرة الفريق أثناء عودتها من مباراة في دوري الأبطال، مما أدى إلى وفاة 23 شخصًا، من بينهم 8 لاعبين أساسيين. كانت كارثة ميونيخ ضربة قاسية للنادي، لكنه تعافى ببطء وعاد إلى المنافسة بعد سنوات من إعادة البناء.

 

أول تتويج أوروبي.. 1968 وصناعة التاريخ

بعد عشر سنوات من كارثة ميونيخ، نجح مانشستر يونايتد أخيرًا في تحقيق لقبه الأول في دوري الأبطال عام 1968، ليصبح أول نادٍ إنجليزي يفوز بالبطولة.

في النهائي، تفوق الفريق على بنفيكا البرتغالي بنتيجة 4-1 في ملعب ويمبلي، بفضل تألق نجومه جورج بيست، بوبي تشارلتون، وبريان كيد. كان هذا اللقب تكريمًا لمسيرة باسبي وإنجازًا رائعًا للنادي بعد المأساة.

 

التراجع الأوروبي والغياب الطويل (1970-1990)

بعد الفوز باللقب الأول، دخل مانشستر يونايتد في فترة من التراجع الأوروبي، حيث غاب عن المنافسة لفترات طويلة، خاصة خلال السبعينيات والثمانينيات. لم يتمكن الفريق من مجاراة عمالقة أوروبا مثل ليفربول، بايرن ميونخ، وريال مدريد خلال تلك الفترة.

لكن في عام 1986، تولى سير أليكس فيرغسون تدريب الفريق، ليبدأ رحلة جديدة نحو المجد الأوروبي.

 

عصر فيرغسون وبداية الهيمنة الأوروبية (1990-2000)

في التسعينيات، أصبح مانشستر يونايتد قوة أوروبية مرة أخرى بفضل قيادة فيرغسون. رغم نجاحه المحلي، إلا أن الفريق استغرق وقتًا طويلًا للوصول إلى قمة دوري الأبطال.

وجاءت اللحظة المنتظرة في 1999، عندما حقق الفريق لقبه الثاني في دوري الأبطال بعد ريمونتادا تاريخية ضد بايرن ميونخ في نهائي لا يُنسى.

 

“الليلة التاريخية في كامب نو”.. الثلاثية 1999

في نهائي دوري أبطال أوروبا 1999، كان مانشستر يونايتد متأخرًا 1-0 أمام بايرن ميونخ حتى الدقيقة 90. لكن في واحدة من أكثر اللحظات إثارة في تاريخ كرة القدم، سجل الفريق هدفين في الوقت بدل الضائع عن طريق تيدي شيرينغهام وأولي غونار سولشاير، ليقلب النتيجة ويفوز 2-1.

هذا الفوز لم يكن مجرد لقب، بل كان تتويجًا لموسم الثلاثية التاريخية (الدوري الإنجليزي، كأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري الأبطال).

 

اللقب الثالث.. 2008 وجيل كريستيانو رونالدو

بعد 9 سنوات من الانتظار، عاد مانشستر يونايتد إلى منصات التتويج في دوري الأبطال 2008، بقيادة جيل ذهبي يضم كريستيانو رونالدو، واين روني، وكارلوس تيفيز.

في النهائي، واجه الفريق تشيلسي في مواجهة إنجليزية خالصة. انتهت المباراة بالتعادل 1-1، قبل أن يحسم يونايتد اللقب بركلات الترجيح بعد إهدار جون تيري ركلة حاسمة لصالح تشيلسي.

هذا اللقب جعل مانشستر يونايتد ثالث أكثر الأندية الإنجليزية تتويجًا بالبطولة بعد ليفربول.

 

الإحباطات أمام برشلونة (2009-2011)

رغم قوة مانشستر يونايتد خلال أواخر العقد الأول من القرن الـ21، إلا أنه واجه عقدة برشلونة في دوري الأبطال:

  • 2009: خسر النهائي أمام برشلونة بقيادة ميسي بنتيجة 2-0.
  • 2011: خسر النهائي مرة أخرى أمام برشلونة، لكن هذه المرة بنتيجة 3-1، في مباراة شهدت سيطرة تامة من الفريق الكتالوني.

هذه الهزائم جعلت من برشلونة المنافس الأوروبي الأصعب ليونايتد في تلك الفترة.

 

التراجع بعد اعتزال فيرغسون (2013-2024)

بعد اعتزال سير أليكس فيرغسون عام 2013، دخل مانشستر يونايتد في مرحلة من التذبذب، حيث عانى من سوء الإدارة وتغيير المدربين. لم يتمكن الفريق من تحقيق النجاح الأوروبي مرة أخرى، بل غاب في بعض المواسم عن دوري الأبطال بالكامل.

ورغم بعض اللحظات الجيدة، مثل الوصول إلى ربع النهائي في 2019، إلا أن الفريق لم يعد منافسًا قويًا كما كان في عهد فيرغسون.

ما الذي يحمله المستقبل ليونايتد في دوري الأبطال؟

مع وجود مدربين مثل إمروميم ومحاولات إعادة بناء الفريق، يسعى مانشستر يونايتد للعودة إلى منصات التتويج الأوروبية. لكن السؤال الأهم: هل سيتمكن يونايتد من استعادة بريقه والمنافسة مجددًا على لقب دوري الأبطال؟