قصة ليفربول مع دوري أبطال أوروبا: المجد، الدراما، والعودة من بعيد

21 مارس 2025 - 1:41 م

قصة ليفربول مع دوري أبطال أوروبا: المجد، الدراما، والعودة من بعيد

يُعد نادي ليفربول الإنجليزي من أنجح الأندية في دوري أبطال أوروبا، حيث حقق البطولة في مناسبات عديدة، وأثبت قدرته على المنافسة حتى في أصعب الظروف. منذ تأسيسه، شهد مشواره في البطولة لحظات تاريخية، من الأمجاد الأوروبية إلى الانتكاسات، لكنه دائمًا ما يعود بقوة. في هذا المقال، نستعرض رحلة ليفربول مع دوري الأبطال، منذ أول تتويج وحتى لحظاته الأسطورية في العصر الحديث.

البدايات.. الانتظار حتى السبعينيات

تأخر ظهور ليفربول في دوري أبطال أوروبا حتى حقبة السبعينيات، حيث كانت الأندية الإنجليزية الأخرى تسيطر على البطولة في الخمسينيات والستينيات. لكن تحت قيادة المدرب الأسطوري بيل شانكلي ثم بوب بيزلي، بدأ ليفربول في فرض اسمه بقوة على الساحة الأوروبية.

أول تتويج.. 1977 وبداية الهيمنة الأوروبية

نجح ليفربول في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في 1977 بعد الفوز على بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني بنتيجة 3-1. كان هذا اللقب بداية لعصر ذهبي سيطر فيه الفريق على أوروبا.

وفي العام التالي 1978، حافظ ليفربول على لقبه بعد فوزه على كلوب بروج البلجيكي بهدف نظيف من كيني دالغليش، ليؤكد مكانته كقوة أوروبية كبرى.

الثمانينيات.. استمرار الهيمنة

واصل ليفربول نجاحاته الأوروبية، وحقق لقبين إضافيين خلال الثمانينيات:

  • 1981: فاز على ريال مدريد بهدف نظيف في النهائي، ليحصد لقبه الثالث.
  • 1984: تفوق على روما بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1، ليحقق لقبه الرابع.

لكن هذه الفترة الذهبية انتهت بكارثة مأساوية غيرت تاريخ ليفربول وأثرت على مستقبله الأوروبي.

كارثة هيسل 1985 والإيقاف الأوروبي

في نهائي 1985، واجه ليفربول يوفنتوس في بروكسل، لكن قبل المباراة، وقعت أحداث شغب بين جماهير الفريقين أدت إلى انهيار جزء من مدرجات ملعب هيسل، مما تسبب في وفاة 39 مشجعًا.

نتيجة لهذه الكارثة، تم حظر الأندية الإنجليزية من المشاركات الأوروبية لمدة 5 سنوات، مما أدى إلى تراجع ليفربول وفقدان هيمنته الأوروبية.

عودة ليفربول إلى القمة.. لقب 2005 و”معجزة إسطنبول”

بعد غياب طويل عن منصات التتويج، عاد ليفربول إلى نهائي دوري الأبطال في 2005 تحت قيادة المدرب رافاييل بينيتيز. في مباراة تاريخية أمام ميلان، كان الفريق متأخرًا 3-0 في الشوط الأول، لكن في الشوط الثاني، قدم ليفربول واحدة من أعظم الريمونتادات في تاريخ كرة القدم، حيث سجل جيرارد، سميتشر، وتشابي ألونسو ثلاثية مذهلة، ليعود الفريق إلى المباراة ويفوز بركلات الترجيح.

يُعرف هذا النهائي باسم “معجزة إسطنبول”، وهو واحد من أكثر النهائيات درامية وإثارة في تاريخ دوري الأبطال.

 

إحباط 2007 والتراجع في أوروبا

بعد عامين من “معجزة إسطنبول”، عاد ليفربول لمواجهة ميلان مرة أخرى في نهائي 2007، لكن هذه المرة خسر بنتيجة 2-1، لينهي أحلامه في تحقيق اللقب السادس.

دخل الفريق في فترة من التراجع الأوروبي، حيث فشل في المنافسة على دوري الأبطال لسنوات عديدة، خاصة بعد رحيل بينيتيز وتذبذب مستوى الفريق.

 

العودة مع كلوب.. ليفربول يستعيد أمجاده الأوروبية

مع وصول المدرب الألماني يورغن كلوب في 2015، بدأ ليفربول في بناء فريق قوي قادر على المنافسة محليًا وأوروبيًا. قاد كلوب الفريق إلى نهائي دوري الأبطال في 2018، لكنه خسر أمام ريال مدريد بنتيجة 3-1 بعد أخطاء كارثية من الحارس كاريوس.

لكن في الموسم التالي 2019، عاد ليفربول بقوة، وحقق لقب دوري الأبطال للمرة السادسة بعد فوزه في النهائي على توتنهام بنتيجة 2-0، ليعيد النادي إلى قمة الكرة الأوروبية.

محاولة تحقيق السابعة.. نهائي 2022

في موسم 2021-2022، قدم ليفربول أداءً رائعًا ووصل إلى النهائي مرة أخرى، لكن خسر أمام ريال مدريد بهدف نظيف، ليؤجل حلم تحقيق اللقب السابع.

هل يستطيع ليفربول العودة لمنصات التتويج؟

مع التغيرات الأخيرة في الفريق ورحيل بعض النجوم، يبقى السؤال: هل يستطيع يورغن كلوب بناء فريق جديد ينافس مجددًا على دوري الأبطال؟